شباب العرب 2


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

شباب العرب 2
شباب العرب 2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

سحابة الكلمات الدلالية

سحابة الكلمات الدلالية

المواضيع الأخيرة
» تأثير استخدام سقالات معدنية على البيئة في مصر
 بعد ان زفت الى زوجها..صدمت وصبرت واحتسبت..والله العظيم من اجمل ما قرات Empty3/8/2023, 14:55 من طرف احمد ممدوح محمد

» الأثاث الذي يعتمد على الأنماط البحرية والشاطئية
 بعد ان زفت الى زوجها..صدمت وصبرت واحتسبت..والله العظيم من اجمل ما قرات Empty25/6/2023, 13:53 من طرف احمد ممدوح محمد

» الأثاث الذي يعتمد على الأنماط العصرية الحديثة
 بعد ان زفت الى زوجها..صدمت وصبرت واحتسبت..والله العظيم من اجمل ما قرات Empty25/6/2023, 13:48 من طرف احمد ممدوح محمد

» الأثاث الذي يعتمد على الأنماط الفنية التقليدية
 بعد ان زفت الى زوجها..صدمت وصبرت واحتسبت..والله العظيم من اجمل ما قرات Empty25/6/2023, 13:23 من طرف احمد ممدوح محمد

» جدول تجميل المراة
 بعد ان زفت الى زوجها..صدمت وصبرت واحتسبت..والله العظيم من اجمل ما قرات Empty15/12/2015, 13:20 من طرف ساره ايمن

» احذري عمليات شفط الدهون وبالون المعدة
 بعد ان زفت الى زوجها..صدمت وصبرت واحتسبت..والله العظيم من اجمل ما قرات Empty14/12/2015, 15:03 من طرف ساره ايمن

» التخلص من دهون البطن فى 10خطوات
 بعد ان زفت الى زوجها..صدمت وصبرت واحتسبت..والله العظيم من اجمل ما قرات Empty13/12/2015, 15:27 من طرف ساره ايمن

» ” قالب التفاح اللذيذ “
 بعد ان زفت الى زوجها..صدمت وصبرت واحتسبت..والله العظيم من اجمل ما قرات Empty12/12/2015, 17:05 من طرف ساره ايمن

» وصفة الزنجبيل والليمون لسد الشهية
 بعد ان زفت الى زوجها..صدمت وصبرت واحتسبت..والله العظيم من اجمل ما قرات Empty8/12/2015, 16:11 من طرف ساره ايمن

المواضيع الأخيرة
» تأثير استخدام سقالات معدنية على البيئة في مصر
 بعد ان زفت الى زوجها..صدمت وصبرت واحتسبت..والله العظيم من اجمل ما قرات Empty3/8/2023, 14:55 من طرف احمد ممدوح محمد

» الأثاث الذي يعتمد على الأنماط البحرية والشاطئية
 بعد ان زفت الى زوجها..صدمت وصبرت واحتسبت..والله العظيم من اجمل ما قرات Empty25/6/2023, 13:53 من طرف احمد ممدوح محمد

» الأثاث الذي يعتمد على الأنماط العصرية الحديثة
 بعد ان زفت الى زوجها..صدمت وصبرت واحتسبت..والله العظيم من اجمل ما قرات Empty25/6/2023, 13:48 من طرف احمد ممدوح محمد

» الأثاث الذي يعتمد على الأنماط الفنية التقليدية
 بعد ان زفت الى زوجها..صدمت وصبرت واحتسبت..والله العظيم من اجمل ما قرات Empty25/6/2023, 13:23 من طرف احمد ممدوح محمد

» جدول تجميل المراة
 بعد ان زفت الى زوجها..صدمت وصبرت واحتسبت..والله العظيم من اجمل ما قرات Empty15/12/2015, 13:20 من طرف ساره ايمن

» احذري عمليات شفط الدهون وبالون المعدة
 بعد ان زفت الى زوجها..صدمت وصبرت واحتسبت..والله العظيم من اجمل ما قرات Empty14/12/2015, 15:03 من طرف ساره ايمن

» التخلص من دهون البطن فى 10خطوات
 بعد ان زفت الى زوجها..صدمت وصبرت واحتسبت..والله العظيم من اجمل ما قرات Empty13/12/2015, 15:27 من طرف ساره ايمن

» ” قالب التفاح اللذيذ “
 بعد ان زفت الى زوجها..صدمت وصبرت واحتسبت..والله العظيم من اجمل ما قرات Empty12/12/2015, 17:05 من طرف ساره ايمن

» وصفة الزنجبيل والليمون لسد الشهية
 بعد ان زفت الى زوجها..صدمت وصبرت واحتسبت..والله العظيم من اجمل ما قرات Empty8/12/2015, 16:11 من طرف ساره ايمن

أبريل 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
 123456
78910111213
14151617181920
21222324252627
282930    

اليومية اليومية

أبريل 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
 123456
78910111213
14151617181920
21222324252627
282930    

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني




بعد ان زفت الى زوجها..صدمت وصبرت واحتسبت..والله العظيم من اجمل ما قرات

اذهب الى الأسفل

 بعد ان زفت الى زوجها..صدمت وصبرت واحتسبت..والله العظيم من اجمل ما قرات Empty بعد ان زفت الى زوجها..صدمت وصبرت واحتسبت..والله العظيم من اجمل ما قرات

مُساهمة من طرف  6/8/2013, 20:16

إنها امرأة صالحة تقية نحسبها ولا نزكي على الله
أحدا .. حبيبها الليل .. قلبها تعلق بمنازل الآخرة .. تقوم


إذا جنّ الظلام .. لا تدع ذلك لا شتاء ولا صيفا .. طال


الليل أم قصر .. لطالما سُمع خرير الماء في هدأة السحر
على أثر وضوءها .. لم تفقد ذلك ليلة واحدة ....
أنسها .. سعادتها .. في قيام الليل وقراءة كتاب الله ..في مناجاتها لربها .. تهجدها .. دعائها ..
لم تدع صيام التطوع سواء كان حضرا أم سفرا .. أشرق
وجهها بنور الطاعة .. ولذة الهداية ..
( تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود )
جاء ذلك اليوم .. نزل قضاء الله تعالى من فوق سبع
سماوات .. تقدم إليها من يطلب يدها .. قالوا محافظ ..
مصلي .. وافقت على ذلكبعدالاستخارة والالتجاء إلى
ربها .. وكان مما اعتاد عليه أهل مدينتهاأنليلة الفرح تبدأ في الساعةالثانيةعشرليلا
وتنتهي مع أذان الفجر ! .. لكن تلك الفتاة اشترطت في
إقامة حفل زواجها : " بأن لا تدق الساعة الثانية عشر إلا
وهي في منزلزوجها" .. ولا يعرف سر ذلك إلا والدتها ..
الكل يتساءل .. تدور حولهم علامات الاستفهام والتعجب
من تلك الفتاة !! .. حاول أهلها تغيير رأيها فهذه ليلة
فرحها التي لا تتكرر وقبل هذا يجب مجاراة عادات وتقاليد
أهل بلدتها .. لكنها أصرت على ذلك كثيرا هاتفة : إذالم
تلبوا الطلب ، فلن أقيم حفل زفاف ! .. فوافق الأهل على مضض ..
( وعسىأنتكرهوا شيئا وهو خير لكم ) ..
مرت الشهور والأيام .. تم تحديد موعد الزواج .. وتلك
الفتاة ما زادت إلا إيمانا وتقوى ، تناجي ربها في ظلمات
الليل البهيم .. أنسها وسعادتها كله في الوقوف بين يدي الله .. لذة الأوقات وبهجتها في ذلك الوقت ، الذي تهبّ فيه نسمات الثلث الأخير ، لتصافح كفيها المخضبتين بالدموع .. لتنطلق دعوات صادقة بالغة عنان السماء ..طالبة التوفيق من الله تعالى ..
توالت الأيام .. وذات مساء جميل .. كان القمر بدراً ..
دقت ساعة المنبه معلنة عن تمام الساعة التاسعة مساء ..
انتشر العبير ليعطّر الأجواء .. بدأت أصوات الزغاريد
وضاربات الدفوف ترتفع ..زفتالعروسإلىعريسها مع أهازيج الأنس وزغاريد الفرح .. الكل يردد : بارك الله لكماوعليكما وجمع بينكما على خير .. فنعم العروس ونعم ذلك الوجه المشرق الذي يفيض بنور الطاعة وحلاوةالمحبة .. دخل الزوج .. فإذا به يُبهر .. نور يشع ..وضوء يتلألأ .. فتاة أجمل من القمر كساها الله جمال الطاعة ونضارة المحبة وبهاء الصدق والإخلاص ..
هنيئاً لك أيها الزوج امرأة عفيفة مؤمنة صالحة .. هنيئاً
لكِ أيتها الزوجة ذلك القلب الذي أسلم لله عز وجل وتعبد له
طاعة وقربة ..
قاربت الساعة من الثانية عشر .. مسك الزوج بيد
زوجه .. ركبا جميعاً في السيارة .. وتقوده كل المشاعر
والأحاسيس المختلطة .. إحساس بالبهجة والفرح ، مع ماتغمره من موجة قوية تنقض على أسوار قلبه بشدة ..يشعر بإحساس قوي يخبره بأن هناك أمراً عظيماًسيقع ! .. كأن نورا شاركهم في الركوب .. فلم يرَى بهاءولا نضارة كمثل هذه الزوجة .. هناك شي ما أسر قلبه وحبه .. يُشعره بأنه حاز الدنيا وما فيها ..اتجها العروسينإلىمنزلهما .. أي منزل يضم قلباً كقلب تلك الفتاة ! .. أي بيت يضم جسدا كجسد تلك الفتاة ! ..
جسم يمشي على الأرض وروح تطوف حول العرش ..
فهنيئا لذلك البيت .. وهنيئا لذلك الزوج ..
*******************
دخلا المنزل .. الخجل يلفّها والحياء يذيبها .. لم يطل
الوقت .. دخلت غرفتها التي لطالما رسمت لها كل
أحلامها .. كل سعادتها .. كل أمنياتها .. فمنها وبها
ستكون الانطلاقة فهي مأوى لهما يصليان
ويتهجدان معا .. هنا سيكون مصلاها .. مصحفها .. فكم
ستيلل سجادتها ساكبة دموع الخشية والتقى .. كم ستهتزأرجاءها من دعواتها وقراءتها .. كم سيجملها عطر
مسواكها الذي لا يفتر من ثغرها .. هكذا أمنيتها وأي أمنية
كهذه ! ..
التفتت .. انتقلت نظراتها السريعة بين أرجاء غرفتها التي تجملّها ابتسامتها العذبة متحاشية نظراتزوجهاالمصوبة
إليها .. رفعت بصرها .. فجأة شد انتباهها شي ما ..
تسمّرت في مكانها .. كأن سهماً اخترق حناياها حين رأت
ما في أحد زوايا غرفتها .. هل حقاً ما أرى .. ما هذا ؟ ..
أين أنا ؟ .. كيف ؟ .. لم ؟ ..أين قولهم عنه ؟ زاغت
نظراتها .. تاهت أفكارها .. قلبت نظرتها المكذبة
والمصدقة لما يحدث .. يا إلهي .. قدماها لم تعودا قادرتين
على حملها .. أهو حقا أم سرابا ! .. ها هو ( العود )
يتربّع في غرفتها .. يا إلهي .. إنه الغناء .. بل إنها آلةموسيقية .. قطع ذلك كل حبل أمنياتها التي رسمت لها فمخيلتها .. اغتمَّت لذلك غما .. لا .. استغفر الله العظيم ..اختلست نظراتهاإلىزوجها.. هيئته هي الإجابة
الشافية ! .. كان السكون مخيماً على المكان .. يا إلهي لم
أعد أحتمل .. أمسكت دمعة كادتأنتفلت من عقالها ثم
هتفت بحسرة : الحمد لله على كل حال لا يعلم الغيب إلا الله سبحانه وتعالى .. أحنت رأسها وقد أضطرم وجهها خجلاً
وحزناً .. استدارتإلىزوجهامتحاشية النظرإلىذلك ..
مشت بخطى قد أثقلتها المخاوف وكبّلتها الشكوك ..
فلازمت الصمت وكتمت غيظها .. كان الصبر حليفها ..
والحكمة مسلكها .. وحسن التبعل منهجها ..
" وبشر الصابرين ، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله
وإنا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة
وأولئك هم المهتدون "
وبعيداً عن العاطفة أخذ يحدثها عقلها قائلا : مهلاً ..
ورويدكِ أيتها العروس.. عليك بالصبر والحكمة وحسن
التبعل لهذا الزوج مهما فعل ومهما كان .. فما يدريكِ لعل
هدايته تكون بين يديك !! إذا صبرتي وكنتِ له أحسن
زوجة ؟! ..
تبادلا أطراف الحديث وهي تبادله بنظرات كسيرة
منخفضة .. بادية عليها علامات الارتباك بين قسمات
وجهها ما بين خجلها وحيائها وهول صدمتها وتأثرها ..
مضى الوقت يتلكأ حتى أوشك الليل على الانتهاء .. سلب
عقلزوجهابهاء منظرها ونور و ضياء وجهها الذي هتف
قائلا : ما إن استبدلت ملابسها حتى ازداد جمالها جمالا ..
والنور نورا .. ولم أتصوّرأنأجد ذلك من نساء الدنيا ..
دقت ساعة الثلث الأخير من الليل ، حن الحبيب لحبيبه ،
فأرسل الله نعاساً على الزوج ، لم يستطع أمامه المقاومة ،
فغط في سبات عميق ... لزمت الهدوء .. سمعت أنفاسه
تنتظم .. إنه دليل مؤكد على نومه .. انزوت الزوجة عنه جانباً واشتد بها الشوقإلىحبيبها ..
هرعت لمصلاها .. و كأن روحها ترفرفإلىالسماء ..
يقول الزوج واصفاً لحالته : في تلك الليلة أحسست برغبة
شديدة للنوم على الرغم من الرغبة في إكمال السهرة ، إلا
أن الله تعالى شاء وغلبني النوم رغما عني .. وسبحان الله
تعالى ما سبقأناستغرقت في النوم وشعرت براحة إلا في
تلك الليلة .. استغرقت في نومي .. تنبهت فجأة .. فتحت
عيني .. لم أجد زوجتي بجانبي ..

*************************
تلفت في أرجاء
الغرفة .. لم أجدها .. نهضت أجر خطواتي .. وتشاركني
العديد من الاستفهامات : ربما غلبها الحياء وفضلت النوم
في مكان آخر .. هكذا خُيّل لي .. فتحت الباب .. سكون
مطلق .. ظلام دامس يكسو المكان .. مشيت على أطراف
أصابعي خشية استيقاظها .. فجأة .. ها هو وجهها يتلألأ
في الظلام .. أوقفني روعة جمالها الذي ليس بجمال الجسد
والمظهر .. إنها في مصلاها .. عجباً منها .. لا تترك
القيام حتى في ليلة زواجها ! .. بقيت أرمق كل شيء من
بعيد .. اقتربت منها .. ها هي راكعة ساجدة .. تطيل
القراءة وتتبعها بركوع ثم سجود طويل .. واقفة أمام
ربها .. رافعة يديها .. .. يا إلهي .. إنه أجمل منظر رأته
عيناي .. إنها أجمل من صورتها بثياب زفافها .. إنها
.. جمال أسر عيناي
وقلبي .. أحببتها حباً كاملاً ملك عليَّ كل كياني ..
لحظات .. رفعت من سجودها ثم أتبعته سلام يمنة
ويسرة .. عرفت زوجتي ما يدور في خلدي .. احتضنت
يدي بقوة شعرت بدفء يجتاحنيبعدأنبادلتني بنظرات
محبة وهي متلفعة بجلبابها .. وهتفت في أذني وهي تعبث بالسجادة
بأطراف أصابعها بيدها الأخرى : أحببتأنلا يشغلني
زوجي عن حبيبي الأول " تقصد ربها ونعم
الحبيب والله " ..
فاجأني وعجبت والله من هذا الكلام الذي لامس قلبي ..
فلما سمعت ذلك منها لم أستطع واللهأنأرفع بصري خجلا
وذلة مما أنا فيه ..
يواصلزوجهاقائلا : على الرغم أنها ما زالت عروساً ..
إنها لم تبلغ الثلاثة أشهر من زواجهابعد.. ولكن كعادتها
، أنسها بين ثنايا الليل وفي غسق الدجى .. كنت في حينها
في غاية البعد عن الله أقضي الليالي السهرات والطرب
والغناء .. وكانت لي كأحسن زوجة ، تعامل لطيف ونفس
رقيقة ومشاعر دافئة .. تتفانى في خدمتي ورسم البسمة
على شفتي وكأنها تقول لي بلسان حالها : ها أنا أقدم لك
ما أستطيعه .. فما قدمت أنت لي ؟! ..
لم تتفوّه ملاكي بكلمة واحدة على الرغم من معرفتها ذلك ..
تستقبلني مرحبة بأجمل عبارات الشوق .. وكأنني عائد من سفر سنوات وليس فراق ساعات .. أسرتني
بحلاوة وطيب كلماتها وهدوء وحسن أخلاقها وتعاملها
الطيب وحسن عشرتها .. أحببتها حباً ملك عليَّ كل كياني
و قلبي .
إحدى الأيام .. عدت في ساعة متأخرة من الليل من إحدى
سهراتي العابثة .. تلك الساعات التي ينزل فيها ربنا
عزوجل فيقول : "هل من داع فأستجيب له ؟ " .. وصلت
إلى غرفتي .. لم أجد زوجتي .. خرجت .. أغلقت الباب
بهدوء .. تحسست طريقي المظلم متحاشيا التعثر .. آه ..
كأني أسمع همسا .. صوت يطرق مسامعي ويتردد صداه
في عقلي .. أضأت المصباح الخافت .. تابعت بخطواتٍ
خافتة .. فجأة .. صوت جميل لتلاوة القرآن الكريم لم
أسمع مثله في حياتي ! .. هزته تلاوتها للقرآن وترنمها
بآياته .. يبدوأنهذا الصوت جاء من الغرفة المجاورة ..
استدرتُ بوجل .. توجه نظريإلىمكانا خالياً مظلماً
وكأن نوراً ينبعث منه ليرتفعإلىالسماء .. تسمّرت
نظراتي .. إنها يديها المرفوعتين للسماء .. تسلّلتُ
ببطء .. اقتربت كثيرا .. ها هو نسيم الليل المنعش يصافح
وجهها .. حدّقتُ بها .. تلمّست دعاءها .. يا إلهي ..
خصتني فيه قبل نفسها .. رفعت حاجتي قبل حاجتها ..
تبسمت .. بكيت .. اختلطت مشاعري .. لمحت في عينيها
بريقاً .. دققت النظر إليها .. فإذا هي الدموع تتدحرج على
وجنتيها كحبات لؤلؤٍ انفلتت من عقدها .. بشهقات متقطعة
تطلب من الله تعالى وتدعو لي بصوت عالٍ وقد أخذها
الحزن كل مأخذ .. كانت تكرر نداءها لربها .. ثم تعود
لبكائها من جديد .. نشيجها وبكاؤها قطّع نياط قلبي ..
خفقات قلبي تنبض بشدة .. ارتعشت يداي .. تسمَّرت
قدماي .. خنقتني العبرة .. رحماك يا الله .. رحماك ..
رحماك ..
أين أنا طوال هذه الأيام .. بل الشهور عن هذه الزوجة "
الحنون " .. المعطاء .. الصابرة .. تعطيني كل ما أريد في النهار وإذا جن الليل غادرتُ البيت وتركتها وحيدة يعتصر
الألم قلبها .. ثم إذا عدت من سهري وفسقي فإذا بها
واقفة تدعو الله لي ؟! ..
فشتان والله بين نفس تغالب النوم وتجاهدها لإرضاء
الواحد القهار .. وبين نفس تغالب النوم وتجاهدها لمعصية
الخالق العلام
شتان بين قلوب تخفق بحب الرحمن وتتلذذ بلقائه والوقوف
بين يديه .. وبين قلوب تخفق بحب المنكرات وتتلذذ
بسماع الملهيات ..
شتان بين وجوه مشرقة تجللهم الهيبة والوقار .. وبين
وجوه كالحة ونفوس يائسة وصدور ضيقة ..
شتان بين قلوب حية تمتليء بحب الله وتنبض بالإيمان
بالله .. وبين قلوب ميتة تمتليء بعدم الخوف من الرحمن
وعدم استشعار عظمته جل جلاله ..
يقول الزوج : في تلك اللحظة العصيبة .. لم أملك إلا دمعة
سقطت من عيني .. أحنيت رأسي بين ركبتيّ .. أجمع
دمعاتي الملتهبة وكأنها غسلت جميع خطاياي .. كأنها
أخرجت كل ما في قلبي من الفساد والنفاق .. ترقرقت
عيناي بالدموعبعدأنكانت تشكو الجفاف والإعراض ..
لا أدري هل هي حزنا وتأثرا على حالي المشين وحالها أن
ابتلاها الله بأمثالي .. أو فرحاً بحالي في هذا الموقف الذي
إذا دلّ على شيء فإنما يدل على صلاحها والخير المؤصل
في أعماقها .. ربّاه لقد ضاقت علي الأرض بما رحبت ! ..
عجبا لتلك المرأة .. ما دخلت المنزل إلا واستبشرَتْ
وفرِحَت تقوم بخدمتي وتعمل على سعادتي ما زلت تحت
تأثير سحر كلماتها وعلو أخلاقها .. ولا خرجت من المنزل
إلا بكت وحزنت تدعو لي ضارعةإلىربها .. ووالله وفي
تلك اللحظة وكأنها أهدتني كنوز الدنيا أحببتها حباً كاملاً
ملك عليَّ كل كياني وقلبي .. كل ضميري .. كل أحاسيسي
ومشاعري ..
وصدق من قال : جعل الإسلام الزوجة الصالحة للرجل
أفضل ثروة يكتنزها من دنياه -بعدالإيمان بالله وتقواه -
وعدها أحد أسباب السعادة ..
لحظات يسيرة .. ودقائق معدودة .. نادى المنادي من
جنبات بيوت الله .. حي على الصلاة حي على الفلاح ..
انسللتُ –بعدترددٍ - وصورتها الجميلة لا تزال تضيء لي الطريق ..
صليت خلالها الفجر كما لم أصلِ مثل تلك الصلاة في
حياتي ..
أخذت ظلمات الليل في الانحسار .. ظهرت تباشير
الصباح .. أشرقت الشمس شيئا فشيئا .. وأشرقت معها
روحاً ونفساً جديدة
فكان هذا الموقف .. بداية الانطلاقة .. وعاد الزوج إلى
رشده وصوابه .. واستغفر الله ورجع إليه تائباً منيباً بفضل
الله ثم بفضل هذه " الزوجة الصالحة " التي دعته إلى
التوبة والصلاح بفعلها لا بقولها .. وحسن تبعلها له ..
حتى امتلكت قلبه وأخذت بلبّه بجميل خلقها ولطف
تعاملها .. عندها ندم وشعر بالتقصير تجاه خالقه أولاً ثم
تجاه زوجته التي لم تحرمه من عطفها وحنانها لحظة
واحدة .. بينما هو حرمها الكثير !! ..
رجع الزوج رجوعاً صادقاًإلىالله تعالى وأقبل على طلب
العلم وحضر الدروس والمحاضرات .. وقراءة القرآن ..
وبعد سنوات بسيطة .. وبتشجيع من تلك الزوجة
المباركة .. حيث رؤي النور قد بدأ ينشر أجنحته في
صفحة الأفق .. من محاضراته ودعواته ودروسه ..
فأصبح من أكبر دعاة المدينة المنورة ..
وكان يقول ويردد في محاضراته عندما سُئل عن سبب
هدايته : لي كل الفخر أني اهتديت على يد زوجتي ولي كل العز في ذلك ..
فصدق رب العزة والجلالة :
( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ، ويرزقه من حيث لا
يحتسب )
( وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ
مِنْ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )
انتهت ...وجزاكم الله خيراً كثيراً


نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 01/01/1970

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى